

بداية أولمبيك خريبكة
أولمبيك خريبكة لكرة القدم هو نادٍ رياضي مغربي تحت وصاية المكتب الشريف للفوسفاط من الفرق المغربية الضاربة في القدم حيث تأسست سنة 1923 وكانت كل عناصره في البداية تتشكل من الفرنسيين العاملين في قطاع الفوسفاط أنذاك حيث كان المغاربة يعانون من الحصار الفرنسي في إطار الوصاية أو الحماية التي كانت تفرضها فرنسا على التراب المغربي. غياب المغاربة في تلك الفترة عن لعبة كرة القدم يعود إلى أسباب عديدة منها الجهل برياضة كرة القدم وحياة البدو والترحال لسكان المنطقة آنذاك وقلة العنصر البشري ومع مرور السنين بدأت لعبة كرة القدم تتطور وتعرف انتشارا نسبيا بين المغاربة الذين احتكوا بالفرنسيين وكذلك إلى رسم قانون مغربي يفرض تحديد عدد الأروبيين بالفرق المغربية وقد كان من بين المغاربة الأوائل الذين زاولوا كرة القدم ويعدون على رؤوس الأصابع نذكر منهم علي إيدام والحاج بوشعيب وبهي والشريف والحاج الصحراوي. قد اقتصرت أنشطة الفريق في البداية الذي كان يحمل اسم فريق المكتب الشريف للفوسفاط، على دوريات محلية وجهوية وفي بعض الأحيان وطنية لكن بعد اكتمال المركب الرياضي أو ما يسمى بمركب الفوسفاط حاليا بدأت تتوسع قاعدة اللعبة وبدأت تسجل مشاركة فرق من وادي زم وقصبة تادلة وأبي الجعد والدار البيضاء ومراكش إضافة إلى تنظيم دوريات دولية بمشاركة فرق انجليزية وفرنسية.
رخصة الموافقة على إنشاء نادي أولمبيك خريبكة الممنوحة سنة 1923 من طرف وزارة الحرب الفرنسية أنذاك.
نادي أولمبيك خريبكة وكانت كل عناصره تتشكل من الفرنسيين العاملين في قطاع الفوسفاط أنذاك.
شعار آخر لأولمبيك خريبكة.
مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ـ المحتضن الرسمي للنادي
مركب الفوسفاط سنة 1945 حيث يعود تاريخ بنائه إلى عشرينيات القرن الماضي و الذي كان مستغَلاً أنذاك من طرف الفرنسيين العاملين في قطاع الفوسفاط.
كان يتشكل في بدايته من مجموعة كبيرة من المعمرين الفرنسيين والإسبان الذين استوطنوا المدينة في بداية العشرينات من القرن الماضي في إطار من الجمعيات الرياضية المحلية حيث كان هناك تهميش و إقصاء كبير للعنصر المغربي لعدة أسباب أخرى تنضاف لسياسة المستعمر و قلة عدد سكان المدينة الذين لم يكونوا يتجاوزون 8000 نسمة سنة 1936 زيادة على قلة وسائل الممارسة الرياضية و حصرها على نخبة من الأوربيين، و أبرزهم الفرنسيين بيرطازا ، كوشيرا ، رويز ، باكي ، كارسيا ، باسكال، مانييوس ، لولولوبيز ، لوريي الذي أصبح فيما بعد رئيسا للفريق زيادة على لاعبين إسبان أمثال أوزينا ، كاسطو ، بيري ، ناندا ،ماريس.
مع مرور السنوات تم السماح لثلاثة مغاربة فقط للممارسة رفقة العنصرالأوربي بعدما سارع المسؤولون عن الرياضة في عهد الحماية لإصدار قرار يفرضون فيه تحديد عدد اللاعبين الأجانب بالجمعيات الرياضية. ومن بين الأسماء التي سمح لها بالممارسة إلى جانب الأوروبيين: سي علي ادام، الحاج بوشعيب، بيهي، الشريف، العروي، حمي و أبرزهم الحاج محمد كرمات المعروف بالحاج الصحراوي. و في مرحلة لاحقة ظهرت عدة أسماء أخرى : بوعزة جوزيف، الكومندار حجاج، ولد خديجة، المعطي و صالح بدري. كانت البداية الأولى للفريق في الأقسام الجهوية المحلية داخل منافسات العصبة الجهوية(بطولة القسم الأول شطر الوسط) ، حتى تأتى له المشاركة في بداية الثلاثينات و الإنخراط في برنامج بطولة القسم الأول (القسم الثاني حاليا)المشكل أنذاك من 3 أشطر هي الوسط ، الشمال و الجنوب ، بجانب فرق أمثال نادي فضالة المحمدية، بريد الرباط ، الإديال البيضاوي ، الصخور السوداء البيضاوي، الأولمبيك البيضاوي ونادي مزغان الجديدي.
قبل الحرب العالمية الثانية
استطاع أولمبيك خريبكة تخطي المنافسة الجهوية وانخرط في برنامج أندية القسم الأول إلى جانب الاتحاد الرياضي للقنيطرة والأولمبيك البيضاوي ونادي مزغان ونادي فضالة والبريد الرباطي وإيديال والصخور السوداء.
و بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية 1939-1945 كان لزاما توقف البطولة لمدة موسمين متتاليين 1939/1940 و 1940/1941 من طرف سلطات الإحتلال الفرنسي التي أوجدت بديلا يتجلى في كأس الحرب الذي شارك فيه فريق أولمبيك خريبكة دون تحقيق نتائج جيدة إلى جانب كل الأندية المنضوية تحت لواء عصبة المغرب لكرة القدم التي كانت تعد واحدة من 22 عصبة تابعة للجامعة الفرنسية لكرة القدم بالإضافة لعصبة تونس ، عصبةالجزائر العاصمة ، عصبة قسطنطينة و عصبة وهران.
و هكذا بعد عودة البطولة موسم 1941-1942 تابع منافسته في بطولة العصبة الجهوية ، طيلة فترةالأربعينات و بداية الخمسينات حتى حصول المغرب على الإستقلال ، من أجل الصعود للأقسام العليا دون أن يتأتى له ذلك نظرا لصعوبة المنافسةآنذاك.
و قد كان لوجود القاعدة العسكرية بالمدينة التأثير الحسن لخلق جو من المنافسات للفريق في دوريات عدة معززا بالعديد من الجنود المقيمين بالقاعدة ، من بينها الدوري الحبي الذي جرى يوم 12 مارس 1944 بمدينة خريبكة بمشاركة 4 فرق هي النادي البريطاني RAF،أولمبيك اخريبكة، النادي الوطني للبحرية، نادي الطيران لتادلة.
بعد الحرب العالمية الثانية
توقفت المنافسات وعاد الفريق الخريبكى إلى المنافسة الجهوية حيث لبت بهذا القسم إلى حدود الموسم 1962ـ1963، حيث تغير اسم الفريق وأصبح يحمل اسم الاتحاد الرياضي لعمال خريبكة خاصة بعد القطيعة التي وقعت بين العناصر المغربية والعناصر الفرنسية وقد استطاع المغاربة تحقيق الصعود إلى القسم الثاني وبقي الفريق يزاول بهدا القسم حيث برزت أسماء عديدة كعبد الحق بولقجام والإخوة فتير والشرقي الكريفي والحاج الزيوي والفاطمي ومزدي وغيرها من الأسماء.
تحول كبير بنهاية هيمنة العنصر الفرنسي
كان الكل يتفاءل خيرا بنهاية فترة الهيمنة الفرنسية على الفريق و بعد حصول المغرب على الإستقلال و نتيجة صراعات داخلية بين مغاربة و فرنسيين بالفريق، تم نهايته تجميد عمل و نشاط الفريق داخل عصبة الشاوية لتقتصر مشاركاته في البطولة المهنية العماليةالقسم الثاني لمدة تقارب 10 سنين بجانب فرق تشكل أبرز المؤسسات الإقتصادية خاصةالدار البيضاء.
الصعود إلى قسم الصفوة
كانت هناك رغبة أكيدة و ملحة من طرف كل الأطياف المشكلة للفريق لحلم الصعود للقسم الأول ، و بهدف توحيد الجهود والإنفراد بمنحة الفوسفاط تم الإتفاق على تكوين فريق خليط مشكل من أبرز العناصر التي تمارس بالإقليم، حيث تم جلب لاعبي أولمبيك بوجنيبة التي انزلقت إلى القسم الشرفي خاصة كنزي، عدلي، حرشي، لقصير (مساعدالمدرب الحالي لأولمبيك اخريبكة)، ولاعبي أولمبيك بولنوار: زيان ولفسيس، بالاضافةإلى لعجاجي من أولمبيك حطان و الفضلاوي من سريع واد زم، وتم الاحتفاظ بالعناصرالمتمرسة بالفريق: مسكاوي، الحسين بيتا، طريشين، حسن جاي (مدرب المنتخب الوطني المغربي للفتيان) هكذا تشكلت البنية البشرية لفريق أولمبيك خريبكة بهدف احتلال مقدمةالترتيب، وعلى مستوىالتأطير تم جلب المدرب مصطفى البطاش اللاعب الدولي البارز والمحترف سابقا بفرنسا.
كل هاته العوامل كانت مساعدة و دعما كبيرا لتحقيق الصعودموسم 1982/1983 حيث احتل الفريق الصف الأول بالقسم الوطني الثاني شطر الشاوية (كان هناك 4 أشطر) وتأهل بالتالي للعب مباراة السد لتحديد الوافد الجديد للقسم الأول أمام فريق وداد آسفي متزعم شطر الجنوب بملعب الحارثي بمراكش حيث كان الفوز من نصيب الخريبكيين بعد اللجوء للضربات الترجيحية لانتهاء الوقت القانوني بالتعادل هدفين لمثلهما.
إذا ففي موسم 1982ـ1983 سيحقق الفريق حلم الصعود إلى قسم الصفوة بعد انتصاره على وداد آسفي بالضربات الترجيحية بعدما انتهى الوقت القانوني بالتعادل 2ـ2 حيث كان يدربه آنذاك المرحوم البطاش ومن الأسماء التي ساهمت في تحقيق الصعود نذكر محمد القصير ومحمد اجاي والحبيب والمسكاوي وكنزي والعجاجي والفصيص وزيان.كماتجدر الإشارة إلى الدور الفعال الذي لعبه الزموري في تنشيط الفريق الخريبكي كلاعب و كمدرب.
بداية عصر الألقاب
برز اسم أولمبيك خريبكة بشكل لافت حيث وصل إلى نهاية كأس العرش 5 مرات وفاز بها خلال موسم 2005ـ2006 بأول مرة بتاريخه بعد انتصاره أمام حسنية أكادير ب 2ـ0 وكذلك بطولة المغرب موسم 2006-2007 كما فاز بكأس العرب للفرق الفائزة بالكأس بعد انتصاره على الفيصلي الأردني في لقاء النهاية، وكان يدربه أنذاك المدرب اللوزاني وقد تعاقب على تدريب الفريق منذ صعوده إلى القسم الأول كل من عبد الخالق اللوزاني وعبد القادر يومير والقباج وزراي ويوري وفاريا وريدل وجواد الميلاني وبليندا والملحاوي ومصطفى مديح، كما تعاقب على رئاسته كل من خليل الداهي والعافري وفكري وبن هيمة وناقوش وحمدي وسلاك وأحمد الشاربي الرئيس الحالي. وتجدر الإشارة أن الفريق الفوسفاطي عاش كبوة خلال موسم 93ـ94 أدت إلى مغادرته القسم الأول لكنه عاد سريعا إلى مكانته الأصلية خلال موسم 94ـ95 وكان يدرب أنذاك المدرب فاريا بمساعدة جواد الميلاني ورئاسة احمد حمدي.
ملعب الفريق
ملعب الفريق يوجد بمركب الفوسفاط، وهو ملعب عريق حيث يعود تاريخ بنائه إلى عشرينيات القرن الماضي. حاليا هناك مشاريع بناء ملعب جديد, فقد أكد مسؤولو النادي أن أولمبيك خريبكة سيحصل على أحد أكبر الملاعب على الصعيد الأفريقي وذلك بعد عدة مشاورات بين مسؤولي المدينة ومسؤولي المكتب الشريف للفوسفاط الذي تبنى هذا المشروع الضخم. ولقد تم معاينة الأرض والميزانية المخصصة لهذا الغرض وبذلك أكد المسؤولون أن مدينة خريبكة ستحصل على هذا الإمتياز بالاضافة للملاعب التي دشنها الملك محمد السادس وبذلك ستتقوى البنية التحتية للمدينة. وقد تقرر البدء بهدا المشروع سنة 2009, وسينضم نادي الأولمبيك حفلا كبيرا عما قريب للإعلان عن المشروع والشركة التى ستفوز بعقد البناء.